mercredi 20 février 2008

الآن ميّت تمـــــاما..ء

الآن ميت تماما ؛
أكاتبكم من تحت ركام القبر أعترف لكم بأنني أذنبت كثيرا. لكنني لا أستحق أن أموت في هذا الوقت وبهذه الحادثة العنيفة أنا لم أكن عنيفا انظروا إلى الصورة ستقرأون في عيني البراءة ستدركون من خلال الملامح ، أنني ما زلت أطمح للحياة وأنني حاقد على تلك اللحظة الخاطئة التي اختطفتني من بينكم .ء
لو كنت أعلم من قبل أن نهايتي ستكون هكذا .. ما هيأت نفسي للخروج من البيت وما فكرت في تلك المشؤومة التي تراءت لي في المنام ، لا أنكر أنني عشقت فيها كل شيئ كانت صبية جريئة عيناها البلوريتان كانتا تتخطفاني في منامي واستيقاظي أنا كذلك كان لدي حلم ، وطموح كبيركنت هكذا أفكر في الاستقرار"رصيد في البنك"، أتزوج سلمى أسكن في آخر طبق من عمارة فضائية سأنزل "بلاسانسير" وأتوجه إلى سيارتي الفاخرة وأنا أسوي ربطة عنقي وزر المعطف الأنيق، أمسح الضباب عن الزجاج الأمامي وسلمى من ستقوم بالسياقة طفلان يتبادلان اللعب في المقعد الخلفي وسنسافر في العطلة إلى "اسطنبول" أو إلى ارض النيل، ربما سنكتشف التاريخ من جديد عن طريق الأهرامات أو في شرم الشيخ.ء
عفوا هذا لم يحدث ولن يحدث أبدا فسلمى الآن تبحث عن شاب آخر ينسيها وجهي السالف ينسيها كل اللحظات التي قضيناها نحلم بين اشجار السندباد وورد الكاردينيا والأقحوان الذي يطرز حديقة الكورنيش، سلمى الآن تعيش على أمل تعيش حلما آخر وأنا لم يبق من جسدي المشعر غير بعض العظام النخرة ..ء
ما زلت أذكر يومها حين تركت الكرسي الذي أعتقد أنه ما زال يحمل بصمات أصابعي هناك في مقهى الزهور. وهرولت لاستقبالها وهي تنزل من" الأتوبيس" فصدمتني تلك الشاحنة اللعينة كان الجو رطبا والشارع نديا، آه كم كانت مفجعة تلك الميتة.. صار رأسي تحت العجلة الخلفية كنت أراني كما كنت أراكم في نفس الوقت تتحلقون حولي .. وتضعون أيديكم على عيونكم لابأس ..ء
أعلم أن المشهد مفزع . أحبائي كادوا أن يغتسلوا بدمي لو لم تمسكوهم، سلوى الوحيدة لم تستطع البقاء ... بينكم ..غادرت .. وهي تحمل صورتي في قلبها ... وأنا ما زلت أحملها كاملة في ما تبقى من رميم ... وقفت في الأخير سيارة حمراء .. نزل منها فريق .. مكون من عدة أفراد ... استجمعوني .. وأخذوني إلى مستودع الاموات...ء
... ياه كم قساة اولئك الذين يعاشرون الأموات..! أخذوا جثتي .. رموها بعنف هناك في جهة من غرفة مثلجة ....
بعدها .. جاء فريق آخر .. فتق صدري .. استاصل القلب والشرايين ... ثم أخاطوني وهيأوني للدفن ...
أنا لآن مرتاح من صخبكم .. وضجيجكم أيها الاحياء.ء
***

1 commentaire:

Anonyme a dit…

في بحر وش تبغي الامير يلبس بشت يعني