بداية الموضوع هذيان ( مجازي ) عن الفكرة الثنائية للخير والشر .بعد أن اجتزت مسيرة ساعة من الزمن داخل القصر وقفت بين يديه بدون انتظار أو إجراءات بيروقراطية، و بدأت قولي ( بصوت مرتفع ) ..ء
سيدي و مولاي إبليس ( قدس سرك ) : باديء ذي بدء اسمح لي أن أجثو في بلاطك البديع و أمتدح سورك المنيع ، و اعذرني إن أطلت الانحناء ، فوعينيك يا سيدي ما واجهت أحداً يستحق إعجابي أكثر منك فأنت عاهل المعارضة أشجع الأحرار بالطبع و الفكرة أشهمهم بالحيلة و الدبرة .ء
سيدي و إمامي إبليس ( قدس سرك ) : أشكرك من صميم قلبي لإجزائك لي بهذه الدقائق من وقتك الثمين و لتأخذني يا سيدي بحلمك العظيم إن أطلت الوقوف بين يديك الشريفتين فلطالما انتظرت هذا اليوم و حلمت به و ها هو حلمي يتحقق و كم أطمع بإطالته .ء
سيدي و معبودي المعظم إبليس ( عليك الجلال ) : اعذرني لتلعثم لساني ، و بحة صوتي ، و حشرجته ، ورجفة يداي ، فشعوري بالرهبة و إحساسي بالربكة لم أعشه كما الآن نبضات قلبي تبدو كدوي مرجل ، و ضخ الدماء جعلني أشعر بالتأرجح كبندول يقيس العدم ، لون واحد يفصلني عنكم يا سيدي يشبه السراب و صورتكم كما لو أنها قادمة من مسار لولبي ، و هنا ازداد ارتباكي و انخفض صوتي , فبادرت قائلاً : لذا اسمح لي بالسجود بين يديك مرةً أخرى و أن ابالغ بالسجود، لأخفف من توتري إذا ما استجمعت الدماء العالقة بأطرافي داخل رأسي و أسترخي مردداً : ( سبحانك الأعظم الأعلى ) .ء
نظر إلي بعينيه الحادتين العميقتين فأبعدت عيني عنهما ، و كأنه أدرك ذلك فاشار بيده التي ميزها بخاتم كنت انظرإليه سامحا لي بالسجود ، نفضت جسدي الذي بدا كمومياء فارتبك بفرط أعصابي و ظهرت حركتي كمن صعق بالكهرباء، عاودت الإمساك بأعصابي المنهكة و استجمعت ما تبقى من الهدوء و الاتزان داخلي ، إلا أن حركتي بدت خفيفية فأردت أن أجعلها أثقل و أبطأ لأكسبها الوقار ، و إمعاناً بطلب الوقار الذي بالغت فيه أغمضت عينيَّ و أنا أهم بالسجود قبل أن أقدر المسافة التي تفصلني عن الأرض و كنت أعتقد بأنها أبعد من الواقع حتى اصطدم جبيني بها فازداد ارتباكي ( لم أدرك أنها الأرض و أحسست بأني اقتربت كثيراً من إبليس و أن جبيني اصطدم بدرجات عرشه ) !! فتحت عيني فلاحظت أن درجات العرش بعيدة و أنها الأرض لا غير فانهارت أعصابي و دخلت في غيبوبة ، أفقت لأجد أحد الخدم يقف فوقي و يهم بحملي فأدركت في حالة من اللا إدراك لم أعشها سابقاً بأن الغيبوبة لم تتجاوز الدقيقة ، حملني إلى كرسي وضع على يسار العرش و أتاني بكأس ماء بارد شربت نصفه ثم و ضع أمامي طاولة حمل إليها كأس بيرة و صحن فستق مملح و علبة سجائر و منفضة ( طفاية ) ، بعد أن أخذت رشفتين من الكأس و تنفست جل دخان سيجارتي أحسست بالإطمئنان و الراحة ثم بدأته الكلام قائلاً :ء
(الحوار)
سيدي الأنبل الأكرم إبليس ( قدس سرك ) : كم أحبك ، فأنت الذي قلب الموازين و جعل أجمل الأماكن خلقاً و أتقنها صنعاً خاوية على عروشها تهلكها الوحشة و الحيرة مرددةً : ما ذنب أبنائي بجريرة والدهم ؟
و أنت الذي جعل المخلوق على صورة الخالق المخلوق بيديه و أحبهم إليه المسجود له من كائنات النور يتخبط في العماء يقتل و يسرق أخاه و يكره أخته فكم أنت عبقري ، من أين لك هذا ؟! ء
كيف استطعت ان تنزل هذا الكائن القريب من الله إلى دركات الانحدار ، وكيف جعلت الأخت متهمة أبد الدهر من أخيها، كيف توصلت إلى حجبها بامر الله و كأنه ندم على خلقها و كيف استطعت أن تراوغ الغيب فتسرق السمع و كأني أشاهد لعبة ( لعبة بلاي ستيشن ) ؟
لكن اسمح لي يا سيدي أن أتساءل حول عبقريتك الفذة ..ء
إبليس ( عليه الجلال ) : ...........ء
ماورد : كيف و عفواً يا سيدي ( تتلبد أحاسيسك ) فترسل أبناءك إلى حتفهم ؟
إبليس ( عليه الجلال ) : ...........ء
ماورد : و لكن على ماذا تعوِّل ؟
إبليس ( عليه الجلال ) : ........... (لمدة نصف ساعة ) .ء
ماورد : و هل تمتلك القوة التي وهبت لك أساساً ؟
إبليس ( عليه الجلال ) : ........... ( غاضباً ) .ء
ماورد : فهمت ما تقصد ، قوتك ما صنعته لنفسك ، و لكن لماذا لا يسد الباب اوليس القدير على كل شيء ؟ إلى الآن على الأقل .ء
إبليس ( عليه الجلال ) : ...........ء
ماورد : و هل هو سعيد بهذه اللعبة ؟
إبليس ( عليه الجلال ) : ...........ء
ماورد : هههههههه ..ء
إبليس ( عليه الجلال ) : ...........ء
ماورد : لم أعتقد أنك كائن تاريخي أو شرير ، فأنت حاضر الآن دمث الطباع .ء
إبليس ( عليه الجلال ) : ...........ء
ماورد : صحيح يا سيدي .ء
إبليس ( عليه الجلال ) : ...........ء
ماورد : أشكرك يا سيدي و اسمح لي بالانصراف .ء
إبليس ( عليه الجلال ) : ...........ء
خرجت برفقة أحد الخدم فلفت نظري ما لم ألحظه أثناء دخولي وهو إضاءة الممرات و الغرف في القصر بشعلات نارية و شموع وسألته لماذا لا تستخدمون الكهرباء ؟ و كان يحدثني بأن القصر كما هو الآن منذ ملايين السنين و عن بعض الترميمات الطفيفة التي أدخلت عليه , وصلت الباب الخارجي للقصر و توقف الخادم عن الكلام و استأذنني بالانصراف و أن مهمته انتهت هنا تمنيت لو أن الباب أبعد قليلاً لشدة متعتي بسماع حديثه عن القصر.ء
***
« في: كانون الأول 07, 2007, 09:44:35 »
Halwasat بقلم : زميل عاقل ( ماورد ) ! بتصرف عن موقع
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire